Popular Posts

Saturday, June 21, 2014

"حبة أمل كل صباح -3- " بقلم : ص. ع

حادثة أخرى تميز طفولتى وهى حادثة تحرش ابن عمتى بى , كنت صغيرة ولا أعرف شيئا من الحذر والحيطة يوما قالى لى " تعالى معايا وأنا أجيبلك برتقانة بصرة " نوع من البرتقال وذهبت معه مسافة طويلة على كطفلة وفى أول جنينة البرتقال راح يتفقد الشجر ويقول " لا مش دى " ثم يتوغل أكثر فى الجنينة وهكذا حتى أبتعدنا عن الطريق ثم جلس على الأرض وأجلسنى على حجره وطبع قبلة كريهة حقيرة على وجهى وقال لى " مرة واحدة بس " هنا أستغربت ما فعل بدأت الجرى والهرب . كنت غير متأكدة من توقيت هاتين الحادثيتين أيهما سبقت الأخرى ولكنى الأن متأكدة أن حادثة التحرش سبقت الطهارة لأنى وبعد الطهارة ومما جربته من ألم لم يكن شئ على الأرض ليغرينى بالذهاب وحدى مع أى شخص على وجه الأرض ولو كان أبى فكانت حادثة التحرش أسبق من حادثة الطهارة .
أمى
أهم شخصية فى حياتى ,يلزمها مجلدات وكونسلتو أطباء نفسيين لدراسة شخصيتها وتحليلها وعلاجها . جدتى لأمى كانت أقوى وأكثر شجاعة من أمى تزوجت ثلاث مرات الأولى أنجبت بنتا ثم تطلقت وتركتها لأبيها ثم تزوجت جدى لأمى الذى أنجبت منه ولدا وبنتا هى أمى وكانت الكبرى ثم مات جدى وأغوى شقيقه جدتى لأمى لتتزوجه وأغراها برعاية الطفلين وكتابة ما يملكه من أرض بإسمهما وفعلا تزوجته ومعها طفلاها –أمى وخالى- وأأكتشفت أنه فخا ووقعت فيه عاملها أسوأ معاملة وكان عقيما لا ينجب مريضا بالنقص فجعلها وطفلى أخيه خدما له وعايرها بلقيماتها هى وطفلاها فلم تحتمل فتطلقت  وعندها ثار أخوان أمى من أبيها ( من زيجات سابقة) ورفضوا أن تربى جدتى أمى فكونوا مجلس رجالة وخيروا أمى وكانت صغيرة بين أن تذهب مع أمها أو تبقى معهم وأختارت أمى أشقائها ولا أعرف لماذا !!!! تربت مع أخوانها الكبار وزوجاتهم بلا حنان أم وحيدة لم يحاول أحد أن يحاورها  أو يعلمها شيئا أكثر من تدريبهم للبهائم على حمل الأثقال أو الدوران فى السواقى وأهملوها حتى فقدت إحدى حبيبتيها وأستعملوا معها طرقا بدائية قال ايه ثقبوا لها ثقبا بوجهها من جهة عينها المصابة واهملوا نظافة الثقب فنما به الدود .كبرت أمى ولم يطلبها للزواج الكثيرون وهنا يظهر أبى الرجل الطيب المتسامح الذى كان يحب فتاة أخرى ويريد الزواج منها ولكن جدى لأبى رفض وأختار له أمى لأنها كانت حمالة حمول بإختصار حمارة شغل كما يقولون وأكان أبى الثالث فى الترتيب بعد أخ وأخت والثانى فى الأولاد وكان أخوه الأكبر متعلما ومستقلا فكان جدى يحسن معاملته هو وزوجته فى حين أن أبى خرج من التعليم مبكرا وكان شقيا فى طفولته متكلا على أبيه فى النقود مقابل عمله فى الحقول وفى رعاية البهائم فأختار له أمى لتكون نصفه الثانى فى الحقول وفى رعى البهائم وفعلا كانا متماثلان فى كل شئ !!!! يعملان فى الحقل وينظفان الزرائب وتحلب أمى البهائم وتجبن وتسمن ( أى تصنع الجبن والسمن) ثم يذهب منه على الجاهز لزوجة عمى المتعلم المستقل ماديا . طوال حياتها لم تعرف أمى ماذا تريد تترك نفسها لمن حولها كما السفينة بدون ربان بين الأمواج المتلاطمة ولا تفعل شئ سوى إستفزاز من حولها بسلاطة لسانها فيضربوها ويهينوها بدءا من زوجها وابوه وأمه بل وأخوته ثم تلعب دور الضحية المجنى عليها !!! لم تحاول بالتفاهم مع زوجها أن يتركا هذا البيت الظالم أهله بل ظلت فى دورانها بالساقية حتى طردها جدى ووالدى وأشقائى الكبار فخرجوا ليس لديهم شئ وهنا بدأ مسلسل أخر من الشقاء فى حياة أمى وهو شئ أحملها عليه جزءا كبيرا من اللوم كانت أمى مندفعة ومتهورة وتستفز

من حولها تستكثر نفسها على أبى الذى لم يستتها فى البيت ويهننها كما نفر قليل من النساء على أيامها ممن عرف عنهم التعلم أو الثراء ودائما أبدا تردد" أنا كنت حلوة " . أهتمت أمى فى حياتها بشيئيين نفسها وجمالها ومعاناتها بين أخوانها غير الاشقاء وزوجاتهم وما قاسته من أهل أبى وعدم حماية أبى لها وقلة خبراته فى الحياة التى جعلتها تهينه وتعايره وتستفزه فى كل مناسبة كبيرة أو صغيرة والثانى إخوانى الذكور لأنه حسب القول المأثور من جدتى لأمى " الولد بيقيم بشيلة أمه " يعنى يعززها ويكرمها أمام الناس فتستعوض بهم عن النقص الذى شابها وهو عينها .جعلت حياتنا معها جحيمين, جحيم هجومها الدائم على أبى ومعايرته وإستفزازه والتقليل من شأنه فيكون رد أبى عنيفا فيضربها ضربا شديدا لعلها تتوب ولا تتوب أبدا وجحيم تميزها للذكور وإفسادهم وتدليلهم لدرجة التأليه حيث لا يجب أن تؤنبهم أو تعنفهم أو تغضب منهم لأى سبب وتميزهم فى حسن المعاملة واللين وعدم رفض أى طلب لهم والأغداق عليهم بالمال من شقائها المستمر فى أراضى وحقول الغير والقيام بعمل نوع مخصوص من الخبز للناس !!!!

No comments:

Post a Comment